دلــيل الطــالب والمعـلم الديمقراطية ونظام الحكم
تعدُّ التربية بمفهومها العام تفاعلاً اجتماعياً ووسيلة المجتمع لإحداث تغييرات في الفرد من شأنها أن تنمي قدراته ومهاراته وتزيد من إمكانياته ليصبح شخصية متكاملة تحقق التوافق مع المجتمع الذي يعيش فيه.
هذا التوافق لا يمكن أن يتم بنجاح دون تربية الفرد وإعداده كمواطن، وما تتطلبه عملية المواطنة من ضرورة توافقه ما يضمه المجتمع من مواطنين ونظم ومؤسسات عن طريق إمداده بالمعلومات والمعارف اللازمة التي تحدد له حقوقه وواجباته تجاه المجتمع وتساهم في غرس القيم والاتجاهات والمهارات التي تضمن ولاء هذا المواطن وانتماءه للمجتمع والتفاني في سبيله إذا اقتضت الضرورة.
إن المؤسسة التربوية (المدرسة) هي واحدة من المؤسسات التي تأخذ على عاتقها تطبيق كل هذه المعاني وتنفيذ هذا النوع من التربية (التربية المدنية) التي تتضمن غرس وتنمية القيم والاتجاهات الإيجابية لدى الطالب (محور العملية التربوية) وكذلك زيادة الوعي السياسي والاجتماعي وتنمية المهارات العقلية والاجتماعية والأدائية المدنية.
إن التربية المدنية (الوطنية ) يمكن أن نحدد لها ثلاثة أبعاد:
1. البعد المعرفي ويشمل الوعي السياسي والاجتماعي:
يعتمد هذا البعد على نقل المعارف والمعلومات السياسية والاجتماعية للطلاب مثل الوعي بمؤسسات المجتمع ومشكلاته ونظام الحكم، والوعي بحقوق وواجبات المواطن ومسؤولياته وفهم دور القانون وأهميته وعملياته.
2. البعد الوجداني ويشمل تنمية القيم والاتجاهات:
يتعلق هذا البعد بتنمية القيم والاتجاهات المرغوبة اجتماعيا في نفوس الطلاب مثل: العدالة – حب الوطن – الديموقراطية – الولاء والانتماء، وبتعديل القيم السلبية مثل: التعصب – العنف – تصديق وترديد الشائعات والسلبية واللامبالاة، ويكتسب الطلاب اتجاهات وقيم الوطنية من خلال مؤسسات التربية والتنشئة في المجتمع.
3. البعد المهاراتي ويشمل المهارات العقلية والاجتماعية والأدائية:
يتمثل هذا البعد المهاراتي في تنمية مهارات عديدة عقلية مثل التفكير الناقد، واجتماعية مثل الاتصال مع الجماعة، التعاون المشاركة الشعبية والتي من خلالها يمكن أن يلعب الفرد دورا في الحياة السياسية والاجتماعية لمجتمعه.
ويتكون هذا الوعي وتنشأ هذه التنمية نتيجة تفاعل الفرد مع مؤسسات التنشئة المختلفة التي من أهمها المدرسة ثم جماعات الرفاق ووسائل الإعلام, وللتعليم دور هام في تكوين الوعي السياسي والاجتماعي للطالب، فالطالب لديه القدرة على إدراك الموضوعات السياسية والاجتماعية لما يتلقاه داخل المؤسسة التعليمية.
إن مشروع الحكومة المدرسية ليأخذ في عين الاعتبار الأبعاد الثلاثة سالفة الذكر كهدف للمشروع، بل إن المشروع يتجلى في كونه يعمل على إكساب الطلاب الأبعاد الثلاثة للتربية المدنية ليس من خلال منهاج مدرسي فحسب (هذا الدليل) بل يعمل على خلق فرص حقيقية واقعية من شأنها أن يمارس الطالب ويعايش العملية المدنية الديموقراطية وذلك من خلال مجموعة من البرامج والأنشطة التي يتخللها المشروع، حيث يمارس الطالب ويعايش العملية الانتخابية ترشيحاً وانتخاباً واقتراعاً، وكذلك إن العمل ضمن إطار الحكومة المدرسية بما تمثله من سلطة تنفيذية تلتزم بقرارات وتشريعات السلطة التشريعية التي يكتمل عملها من خلال الجهاز القضائي، تعطي فرصة حقيقية واقعية لاكتساب قيم العدالة واتجاهاتها وحب الوطن والولاء والانتماء وتعديل قيم سلبية مثل التعصب والعنف واللامبالاة والسلبية.
أحمد أبو عايش
الرابط التالي
http://www.4shared.com/document/cO1mcjHj/_____.html