دلــيل تدريـبي كيفية التعامل مع الأطفال في الظروف الصعبة وكيفية رعايتهم ضمن حاجاتهم ومتطلباتهم المرحلية
يطلق بعضهم اسم مرحلة الطفولة المبكرة على مرحلة ما قبل المدرسة، حيث إنها تبدأ بنهاية العام الثاني من حياة الطفل، وتستمر حتى بداية العام السادس•
إن حياة الإنسان متداخلة المراحل، وكل مرحلة من مراحل حياة الإنسان لها متطلباتها واحتياجاتها ويجب على الإنسان أن يعيش حياتها جميعها بكل ما فيها ، ومن خسر فيها طفولته فقد خسر صباه ، وشبابه ، ورجولته ، وشيخوخته ، أو قل فقد خسر حياته كلها ، فالإنسان بلا طفولة شجرة بلا جذور ، وإذا رأيتم إنسانا فقد إنسانيته في عالم الكبار فابحثوا عن طفولته فإنها – بلا ريب – تحمل سر تعاسته المأساوية.
والمجتمع الفلسطيني عانى منذ عقود طويلة ويلات الاحتلال وجبروته وعنفه الدامي الذي كان وما زال له بالغ الأثر على الجميع وخصوصا الأطفال، وإذا كان أطفال سن ما قبل المدرسة لا يتحدثون عن معاناتهم فإنها تظهر عليهم جلية واضحة من خلال تصرفاتهم وسلوكهم ونومهم ، طفولة معذبة لا تعرف سوى القتل والموت .
وقد نبه الباحثون في ميدان علم النفس على أهمية السنوات الأولى من حياة الطفل، فهي من أهم السنين في تكوين شخصيته، وتوجيهها الوجهة التي تبنى عليها دعائمها فيما يلي من أطوار نموه.
، حيث تشكل هذه السنوات مرحلة جوهرية ، وتأسيسية تبنى عليها مراحل النمو التي تليها ، كما أن الاستشارة الاجتماعية ، والحسية ، والحركية ، والعقلية واللغوية السليمة التي تقدمها الأسرة ، ورياض الأطفال لها أثار إيجابية على تكوين شخصية الطفل واستمرار نموه السوي في حياته المستقبلية .
وتؤكد الاتجاهات المعاصرة في تربية أطفال ما قبل المدرسة، على أهمية تعريض الطفل للمثيرات الحسية المختلفة، وإكسابه المفاهيم المناسبة ، فهو في هذه المرحلة يكتسب معلوماته عن العالم الخارجي عن طريق حواسه، وقد أثبتت البحوث أن الحواس تولد شعوراً باللذة عند الطفل أكبر مما تولده عند البالغ•
من الملاحظ ومن خلال تدقيق بسيط على أن معظم الاهتمام في رعاية الصحة النفسية والدعم النفسي في مجتمعنا الفلسطيني تكون في الغالب موجه نحو معظم فئات المجتمع مع تناسي أو غفلان هذه الفئة ، أطفال ما قبل المدرسة (الطفولة المبكرة ) .
و مشروع البسمة للدعم النفسي محاولة لتخفيف الضغط عن هؤلاء الأطفال وتوفير فرص حقيقة لهم للتفريغ والترفيه النفسي وذلك من خلال فعالياته المختلفة التي تشكل مجتمعة إطار متكامل لتقديم الدعم النفسي والاستشارة والتدريب لمن هم في حكم الرعاة لهؤلاء الأطفال
ويأتي هذا الدليل ضمن هذا الإطار الذي يقدم مرجعية علمية معرفية للأمهات ومربيات رياض الأطفال حول كيفية التعامل مع الأطفال في الظروف الصعبة وكيفية رعايته ضمن حاجاته ومتطلباته المرحلية .
احمد أبو عايش
الدليل على الرابط التالي
http://www.4shared.com/document/d9mPQoOJ/________________.html